زوجة سفاح الخادمات ...أجبرني على التسول للصرف على نزواته
طيبة اليوم - عبد الله الزويد - ينبع : اشترطت فاطمة (شريكة حياة سفاح خادمات ينبع) الاطلاع على نسخة من «عكـاظ» لرؤية صورة زوجها القاتل مقابل الحديث للصحيفة.
مضت عيون الزوجة المكلومة إلى الصفحة 27 وتتبعت السطور برغم أميتها وعدم إجادتها القراءة والكتابة، بينما جلس صغارها على الأرض في منزلهم الشعبي مشدوهين يطلعون على صورة والدهم دون الغوص في تفاصيل الخبر، إذ أعجزتهم الأمية عن ذلك بعد أن حرمهم الأب نعمة التعليم وأجبرهم على البقاء في المنزل.
الزوجة طوت الصحيفة وبدأت في كشف تفاصيل مثيرة عن حياتها مع زوج ينتظر جزاءه العادل. وقالت إنها مستعدة للعيش معه ومواصلة مسيرة الحياة الطويلة حال الإفراج عنه بعد نيل جزائه. وبررت موقفها بقولها «لن أجد من سيرعاني مثله، سأفضله على أهلي ومعارفي على الرغم من قسوته معي وأطفالي، والتورط في ضربنا وتعذيبنا في كل وقت».
عادت فاطمة لتناقض أقوالها وتشير إلى أن عوضة لم يكن ينفق على المنزل ويجبرها على ممارسة التسول أمام مسجد أبو بكر الصديق وينتزع منها العائد للصرف على نزواته. وأضافت في حديثها المقتضب أنها ظلت تتكفل بسداد مبلغ 500 ريال شهريا لصاحب الدار.
وتضطر في أحيان كثيرة لترك الأطفال بمفردهم بسبب عدم وجود معارف وأقارب لها في ينبع، ومعظم من ترتبط معهم بصلات دم يقطنون في مناطق بعيدة. وأكدت أن زوجها عوضة ظل يدعى افتراء وجود أقارب وأبناء عمومة في المنطقة، واتضح أخيرا أنهم أصدقاء فقط.
طوت فاطمة المكلومة الصحيفة، وغادرت على عجل لمهاتفة بعض أقاربها، وقالت بعد عودتها «هؤلاء سبب شقائي، زوجوني به وأنا صغيرة في السن، وها هي الأبواب تغلق أمامي وأطفالي بعد دخوله السجن.. الخوف يمنعني عن سرد تفاصيل أكثر، لكن كما ترون نسكن في بيت شعبي متهالك، ولا نعرف مكانا أو بلدة معينة، فقد تنقلنا في أكثر من مدينة، حتى كتب لنا الاستقرار هنا في ينبع منذ عدة سنوات».
سألناها عن نجلها الأكبر مرزوق، فقالت إنه خرج بعيد الفجر بحثا عن الرزق كما اعتاد، فقد تعود والده على ضربه مع إخوته وأخواته وتعذيبهم، يضربهم بالعصا لأتفه الأسباب، ثم يشطر العصا نصفين ويمنحها نصيبها من الضرب والإيذاء.
وصل مرزوق (الابن البكر) أثناء الحديث والتقط منها طرف الكلام، وذكر أن والده كان يتقاضى 1500 ريال نظير عمله، ويستهلك كل المبلغ في شراء شرائح وبطاقات الهاتف مدفوعة القيمة، ما اضطره ــ أي مرزوق ــ إلى الخروج لكسب الرزق من تسويق بعض المأكولات، إذ عمل في هذا النشاط قرب المساجد طوال شهر رمضان الفائت، وأضاف مرزوق أنه اقترض مبلغا من المال من إحدى قريباته لشراء الأرز.
أصدقاؤه..اتخذ من دكة تسجيلات غنائية مكاناً مفضلاً للجلوس.. مستمع جيد للمزمار واشتهر بالهدوء والذكاء والبذخدرج سفاح ينبع على التواجد دوما على دكة قبالة محل تسجيلات غنائية برغم اعتراضات صاحب المحل محمد عمر، الذي قال «اصطدمت معه كثيرا بسبب التجمعات أمام البوابة فطردته ورفاقه أكثر من مرة غير أنه كان يعود ثانية»، يضيف عمر أن تعامله مع عوضة لم يتعد غير علاقة زبون وبائع إذ كان يبتاع بعد كل فترة وأخرى ألبومات غنائية أغلبها مزمار يمني.
وأبدى مدير التسجيلات الغنائية دهشته عما حدث من عوضة وتورطه في قتل الخادمات والاعتداء عليهن واعترافه بفعلته. وقال إنه لم يلحظ عليه تصرفات مريبة طوال السنوات الماضية، بل كان هادئا وذكيا في تعاملاته غير أنه لاحظ تبذيره في الصرف برغم حالته المادية المتواضعة وجلوسه ساعات طوالا على دكة المحل.
ب حلاق الحارة الذي أمضى في ذات المكان أكثر من عشر سنوات قال إنه كان يشاهد دوما عوضة في متجر أحد معارفه، وإنه لا يصدق حتى اللحظة تورطه في الجرائم البشعة، غير أن صاحب المتجر الذي عمل فيه السفاح لبعض الوقت ذكر أنه كان يتردد كثيرا على المحل لمحادثة أحد أقاربه الذي ضبط أخيرا بتهمة تزوير محرر رسمي واستخدامه، ويضيف أن عوضة درج على الحضور في الخامسة عصرا ويبقى في المكان حتى تغلق كل المتاجر أبوابها.
أما عامل المتجر سهيل البنجلاديشي فلم يخف دهشته عندما اطلع على صورة عوضة في الصحيفة، وذكر أنه ظل يشاهده يوميا منذ قدومه إلى البلاد قبل سبع سنوات، وكان يأتي بصحبة أطفاله لشراء بعض الاحتياجات أو لانتظار زوجته قبل أن تعود من محيط مسجد وفي حوزتها مبالغ جمعتها من التسول.