قصـــــــة الحــــــب الأعمــــــــى

في قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشر
بعد ما كانت الفضائل والرذائل تطوفان العالم معا
وتشعران بالملل الشديد ذات يوم أقترح الابداع
لعبة اسمها الاستغماية أحب الجميع الفكرة
صرخ الجنون : أريد أن أبدأ أنا من سيغمض عينه
ويبدأ العد وأنتم عليكم مباشرة الاختفاء ثم أتكأ
بمرفقيه على جذع شجرة وبدأ العد 1 2 3
وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء
وجدت الرقعة مكانا لنفسها فوق القمر ودلف
الولع بين الغيوم ومضى الشوق الى باطن الأرض
الكذب قال بصوتا عال : سأخفي نفسي تحت الحجارة
ثم توجه الى قعر البحيرة وأستمر الجنون بالعد 79 80 81
خلال ذلك العد أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها
ماعدا الحب كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم
يقرر أين يختبئ أو يختفي وهذا غير مفاجئ فنحن نعلم
كم هو صعب اخفاء الحب وحينها كان الجنون يتابع تعدادة 95 96 97
وعندما وصل الجنون الى المائة قفز الحب وسط أكمة من الورد
وأختفى بداخلها فتح الجنون عينيه وبدأالبحث هائما أنا ات اليكم
كان الكسل أول من أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في اخفاء نفسه
وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس وأشار على
الشوق أن يرجع من باطن الأرض وجدهم الجنون جميعا واحد تلو الآخر
ماعدا الحب كاد الجنون يصاب بالاحباط واليأس في بحثه عن الحب
حينها أقترب منه الحسد وهمس في أذنه :
الحب مختفي في شجرة الورد التقط الجنون شوكه خشبيه أشبه
بالرمح وبدأ في طعن شجرة الورد بشكل طائش ظهر الحب وهو
يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابعه صاح الجنون نادما :
ماذا فعلت أنا ؟ أجاب الحب : انك لن تستطيع اعادة النظر الي لكن
لا يزال هناك ما تستطيع فعله لأجلي كن دليلي وهذا ما حصل يومها
( يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون )